الأربعاء، 4 فبراير 2015

وجوة من ذاكرة بنغازي


محمد امحمد البكاي 
( شركة )
بقلم : فتحي الخفيفي
جاء من موطن بعيد ومن زمن بعيد وطاب له المقام هنا .. شركة او الشركة ذلك هو الأسم الذي عرفته بنغازي به وذلكم هو الوجه الطيب المالوف لكل ابناء المدينة منذ عقود ماضية ..
سي محمد امحمد البكاي وهذا اسمه الحقيقي قدم من مدينة الخمس منذ كان عمره عشر سنوات وانقطعت به السبل بعد ذلك .. يتخذ من دراجته الهوائية رفيقة دربه ومؤنس وحدته لايملها ابداً ولاتفارقه ولايطيق فراقها انها حقاً " رفاقة عمر " يتجول بها ومعها في كل مكان
حيناً يركبها وحيناً يجرها الى جواره يشعر معها بالأمن والأمان والأطمئنان ..
وعندما يأخذه التعب وتشتد حرارة الشمس يلجأ الى اقرب جسر او ظل شجرة حيث نجده جالساً او متكئاً جوار رفيقة دربه ورفيقة عمره يتأمل ويتأمل في كل من حوله ...
يبقى هذا الرجل جزءاً من ملامح ومعالم بنغازي ا وكل من يعرفه من ابناء بنغازي يحسون نحوه بعطف كبير واحترام كبير وحب كبير ولم لا وهو علامة فارقة في ذاكرة الجميع ..
نظيف الطرف ومباهج الحياة لاتهمه وإغراءات الشيطان لا تعنيه ، عاش حياته لم ينافق ولم يكذب ولم يسرق ولم يحقد ولم يكره ولم يعتدي على احد . .. البعض يراه من بروجهم العاجية
انه معتوه ولكنه ليس كذلك على االإطلاق مثلما يرى البعض ان الطيبة ظعف والعفة عجز وعزة النفس غباء بسبب رغبتهم الشرهة والجشعة في الحياة بكل مافيها من منقول وثابت
وبسبب الشيخوخة وتراكمات الزمن التي اثقلت كاهله لم يعد قادراً على القفز فوق دراجته وانما اكتفى بسحبها الى جواره وما يهمه ان تكون دراجته الى جواره.
سي محمد امحمد البكاي هو من سكان الكيش ومتزوج وهناك يتولاه الجميع بالحب والرعاية والأهتمام ويبقى الخير والحب فى بنغازي كينبوع عذب يتفجر في حضن صخرة من دون ان يسأل " دائرة الطابو " والسجل العقاري في ارض من تقع هذه الصخرة وهل هي ارض بور أمملك مسور او وقف لهيأة الأوقاف ؟

ليست هناك تعليقات: