الأستاذ المبدع الراحل سليمان عمر عبدالرحمن بن زبلح رحمة الله عليه
( حكاية الشوق ونور القمر.. ونصف قرن من العطاء )
شهدت الساحة الفنية الليبية وعلى مدى النصف الأخير من القرن الماضي ظهور العديد من المواهب الفنية التي أبدعت أعمالا فنية رائعة.. وأنتجت من خلال ذائقتها الجميلة فنا أصيلا.. وظلت أعمالها شاهدة على روعة الفن التي تجسدت في الأغاني ذات الألحان الراقية..والكلمات النابعة من عواطف جياشة..من خلال جيل من كتاب الأغنية والملحنين والمطربين الذين تركوا بصمتهم في الأغنية الليبية..
...ومن أهم الموسيقيين والملحنين الذين شهدتهم الساحة الفنية الليبية الأستاذ المبدع سليمان عمر عبدالرحمن بن زبلح.. وهو من مواليد مدينة بنغازي عام 1934 في شارع بن زبلح.. وقد درس في طفولته بالمسجد ثم التحق بمدرسة البركة الإبتدائية ودرس بها حتى السنة الخامسة ابتدائي.
كانت أسرة بن زبلح قبل الحرب العالمية الثانية من سكان منطقة البركة وكان لديهم في المنزل صندوق المغني الذي كانوا يستمعون من خلاله إلى اسطوانات الأغاني التي كانت شائعة آنذاك وكان من أشهر المطربين الذين انتشرت اسطواناتهم في المدينة المطربة التونسية صليحة..والمطرب الشيخ العفريت وهو من يهود تونس..ومن أشهر أغانيه أغنية ( والله ليلة زوز صبايا.. عملوا عركة على سبايا ).. وأغنية (ياعين كوني صابرة عزامة.. والصبرجنة والفرج قدامه )..وكذلك أغنية ( ليام كيف الريح في البريمة.. شرقي وغربي ما يدومش ديمة ) إضافة إلى اسطوانات الأغاني المصرية القديمة التي كانت تحوي الأدوار والطقاطيق.
وكان سليمان بن زبلح صبيا يستمع إلى الأغاني ويحفظها فترسخ في ذاكرته حتى تكونت لديه أذن موسيقية ونمت موهبته الفنية فتعلم العزف على الناي وأجاده وبدأ يردد الألحان التي كان يحفظها.
وفي عام 1952 حدث أن استمع كل من الفنانين علي الشعالية ورجب البكوش إلى عزف سليمان بن زبلح على الناي.. فأعجبا به وعرضا عليه الالتحاق بفرقة هواة المسرح التي كان يرأسها الفنان رجب البكوش..وكان مقرها في عمارة التأمين.
التحق سليمان بن زبلح بفرقة هواة المسرح وكانت تضم العديد من الممثلين ومنهم :
الفرجاني بن حريز ــ نجاتي ابراهيم ــ محمد مناع ــ محمد اطوير ــ فرج البيجو ـــ علي بن رمبو ــ مصطفى المالطي.. وغيرهم.
ومارس الفنان سليمان بن زبلح التمثيل والعزف على الناي مع فرقة المسرح.. وكان يتردد على الإذاعة المسموعة التي كان مقرها في معسكر الريمي ( في منطقة البركة ) في عهد الإدارة العسكرية البريطانية.. حيث كان يرافق الفنان علي الشعالية والفنان رجب بوزنوكة ضابط الإيقاع.. وكانت فرقة الإذاعة مكونة من الثلاثة المذكورين..وكانت لديهم تصاريح لدخول الإذاعة التي كانوا يأتون إليها أسبوعيا حيث يؤدي الفنان علي الشعالية وصلة غنائية على الهواء مباشرة برفقة سليمان بن زبلح عازف الناي ورجب بوزنوكة ضابط الإيقاع.
الإذاعة المسموعة في بنغازي :
في عام 1957 افتتحت الإذاعة الليبية المسموعة وبدأت في بث برامجها وكان مقر البث في مدينة بنغازي بمنطقة رأس اعبيدة.. وفي نفس العام تكونت الفرقة الموسيقية بالإذاعة.
كان الفنان سليمان بن زبلح قد ترك العمل بفرقة المسرح وانضم إلى الفرقة الموسيقية بالإذاعة كعازف على آلة الناي.. وبدأ العمل مع مجموعة العازفين.
وكان من أوائل المطربين الذين أدوا أغانيهم في تلك الفترة مع فرقة الإذاعة كل من :
علي الشعالية ــ السيد بومدين ــ محمد مختار ــ طاهر عمر ــ سالم زايدــ ابراهيم سواني
وفي عام 1958 تلقى الفنان سليمان بن زبلح دورة تدريبية على العزف..وذلك على يدين الموسيقار المصري حسن صقر..ومن خلال تلك الدورة تعرف بن زبلح على المقامات الموسيقية.. وتعلم قراءة النوتة.. كما أحضرالإذاعي المرحوم ابراهيم طوير آلة أكورديون للفنان سليمان بن زبلح الذي تعلم العزف عليها بنفسه.. وقد تم تعديل الأكورديون على النغمات الشرقية في مصر.. وأصبح بعد ذلك الفنان سليمان بن زبلح أشهر عازف أكورديون.
في تلك الفترة وضع الفنان سليمان بن زبلح لحنا لأغنية ( يا امفتحة ياوردة ).. التي كتب كلماتها الأستاذ محمد المريمي.. وغناها الفنان ابراهيم سواني.. كما لحن الفنان سليمان بن زبلح أغنية ( ياساهرين الليل ).. والتي كتب كلماتها أيضا الأستاذ محمد المريمي.. وغناها الفنان محمد مختار.
وفي عام 1960 تم إيفاد الفنان سليمان بن زبلح في دورة دراسية إلى تونس الشقيقة..وكان برفقته كل من الفنانين.. حسن عريبي..ومحمد التركي.. ومحمد مرشان..
وهناك درس الفنان سليمان بن زبلح الموسيقى في معهد الراشدية.. ونال شهادة منه ليعود ويلتحق بالفرقة الموسيقية للإذاعة كعازف ناي حتى عام 1964 حيث احترف العزف على آلة الأكورديون التي أتقنها وارتبط اسمه بها.
وبعد عودته من تونس شرع الفنان سليمان بن زبلح في تلحين الكثير من الأغاني الليبية الشهيرة.. حيث وضع الألحان للأغاني العاطفية والدينية والاجتماعية وأغاني الأطفال ونذكر من الأغاني التي لحنها :
ــ حكاية الشوق.. وهي من كلمات الشاعر الغنائي عبد السلام زقلام..وغناء الفنان محمد نجم ( عبد الوهاب يوسف )
ــ حبك نور... وهي من كلمات الشاعر الغنائي عثمان الوزري.. وغناء الفنان محمد نجم
ــ دعاء ياخالق البشر.. من كلمات الشاعر الغنائي عثمان الوزري..وغناء الفنان محمد نجم
ــ نور القمر ... من كلمات ابن الخطيب..وغناء المطربة اللبنانية سهام الشماس
ــ ذكرى الغلا.. من كلمات الشاعرالغنائي عبدالسلام قادربوه.. وغناء الفنان محمد مختار
ــ حبك والوعود.. من كلمات الشاعر الغنائي عبد السلام زقلام.. وغناء الفنان محمد نجم
شارك الفنان سليمان بن زبلح في العديد من الحفلات والمهرجانات الدولية في الجزائر والمغرب وتونس واليمن ومصر وغيرها.. وفي عام 1967..كما شارك كعازف أكورديون في احتفالية ليالي أضواء المدينة بالقاهرة.. ومعه الفنان الليبي ابراهيم حفظي الذي شارك غنائيا في الاحتفالية.. وكان من المطربين المشاركين فيها..عبد الحليم حافظ ــ نجاة الصغيرة ــ شهرزاد ــ صباح ــ عبد الهادي بالخياط ــ فهد بلال.
وقد تحصل الفنان سليمان بن زبلح خلال نصف قرن من مسيرته الفنية على العديد من شهادات التقدير.. كما نال الأوسمة التالية :
ــ وسام العمل الصالح عام 1978
ــ وسام الفاتح في مجال العزف والتأليف الموسيقي عام 1989
ــ وسام الفاتح في مجال الموسيقى عام 1990
المصدر / حديث الموسيقار والملحن الراحل الأستاذ سليمان عمر بن زبلح رحمة الله علية
( حكاية الشوق ونور القمر.. ونصف قرن من العطاء )
شهدت الساحة الفنية الليبية وعلى مدى النصف الأخير من القرن الماضي ظهور العديد من المواهب الفنية التي أبدعت أعمالا فنية رائعة.. وأنتجت من خلال ذائقتها الجميلة فنا أصيلا.. وظلت أعمالها شاهدة على روعة الفن التي تجسدت في الأغاني ذات الألحان الراقية..والكلمات النابعة من عواطف جياشة..من خلال جيل من كتاب الأغنية والملحنين والمطربين الذين تركوا بصمتهم في الأغنية الليبية..
...ومن أهم الموسيقيين والملحنين الذين شهدتهم الساحة الفنية الليبية الأستاذ المبدع سليمان عمر عبدالرحمن بن زبلح.. وهو من مواليد مدينة بنغازي عام 1934 في شارع بن زبلح.. وقد درس في طفولته بالمسجد ثم التحق بمدرسة البركة الإبتدائية ودرس بها حتى السنة الخامسة ابتدائي.
كانت أسرة بن زبلح قبل الحرب العالمية الثانية من سكان منطقة البركة وكان لديهم في المنزل صندوق المغني الذي كانوا يستمعون من خلاله إلى اسطوانات الأغاني التي كانت شائعة آنذاك وكان من أشهر المطربين الذين انتشرت اسطواناتهم في المدينة المطربة التونسية صليحة..والمطرب الشيخ العفريت وهو من يهود تونس..ومن أشهر أغانيه أغنية ( والله ليلة زوز صبايا.. عملوا عركة على سبايا ).. وأغنية (ياعين كوني صابرة عزامة.. والصبرجنة والفرج قدامه )..وكذلك أغنية ( ليام كيف الريح في البريمة.. شرقي وغربي ما يدومش ديمة ) إضافة إلى اسطوانات الأغاني المصرية القديمة التي كانت تحوي الأدوار والطقاطيق.
وكان سليمان بن زبلح صبيا يستمع إلى الأغاني ويحفظها فترسخ في ذاكرته حتى تكونت لديه أذن موسيقية ونمت موهبته الفنية فتعلم العزف على الناي وأجاده وبدأ يردد الألحان التي كان يحفظها.
وفي عام 1952 حدث أن استمع كل من الفنانين علي الشعالية ورجب البكوش إلى عزف سليمان بن زبلح على الناي.. فأعجبا به وعرضا عليه الالتحاق بفرقة هواة المسرح التي كان يرأسها الفنان رجب البكوش..وكان مقرها في عمارة التأمين.
التحق سليمان بن زبلح بفرقة هواة المسرح وكانت تضم العديد من الممثلين ومنهم :
الفرجاني بن حريز ــ نجاتي ابراهيم ــ محمد مناع ــ محمد اطوير ــ فرج البيجو ـــ علي بن رمبو ــ مصطفى المالطي.. وغيرهم.
ومارس الفنان سليمان بن زبلح التمثيل والعزف على الناي مع فرقة المسرح.. وكان يتردد على الإذاعة المسموعة التي كان مقرها في معسكر الريمي ( في منطقة البركة ) في عهد الإدارة العسكرية البريطانية.. حيث كان يرافق الفنان علي الشعالية والفنان رجب بوزنوكة ضابط الإيقاع.. وكانت فرقة الإذاعة مكونة من الثلاثة المذكورين..وكانت لديهم تصاريح لدخول الإذاعة التي كانوا يأتون إليها أسبوعيا حيث يؤدي الفنان علي الشعالية وصلة غنائية على الهواء مباشرة برفقة سليمان بن زبلح عازف الناي ورجب بوزنوكة ضابط الإيقاع.
الإذاعة المسموعة في بنغازي :
في عام 1957 افتتحت الإذاعة الليبية المسموعة وبدأت في بث برامجها وكان مقر البث في مدينة بنغازي بمنطقة رأس اعبيدة.. وفي نفس العام تكونت الفرقة الموسيقية بالإذاعة.
كان الفنان سليمان بن زبلح قد ترك العمل بفرقة المسرح وانضم إلى الفرقة الموسيقية بالإذاعة كعازف على آلة الناي.. وبدأ العمل مع مجموعة العازفين.
وكان من أوائل المطربين الذين أدوا أغانيهم في تلك الفترة مع فرقة الإذاعة كل من :
علي الشعالية ــ السيد بومدين ــ محمد مختار ــ طاهر عمر ــ سالم زايدــ ابراهيم سواني
وفي عام 1958 تلقى الفنان سليمان بن زبلح دورة تدريبية على العزف..وذلك على يدين الموسيقار المصري حسن صقر..ومن خلال تلك الدورة تعرف بن زبلح على المقامات الموسيقية.. وتعلم قراءة النوتة.. كما أحضرالإذاعي المرحوم ابراهيم طوير آلة أكورديون للفنان سليمان بن زبلح الذي تعلم العزف عليها بنفسه.. وقد تم تعديل الأكورديون على النغمات الشرقية في مصر.. وأصبح بعد ذلك الفنان سليمان بن زبلح أشهر عازف أكورديون.
في تلك الفترة وضع الفنان سليمان بن زبلح لحنا لأغنية ( يا امفتحة ياوردة ).. التي كتب كلماتها الأستاذ محمد المريمي.. وغناها الفنان ابراهيم سواني.. كما لحن الفنان سليمان بن زبلح أغنية ( ياساهرين الليل ).. والتي كتب كلماتها أيضا الأستاذ محمد المريمي.. وغناها الفنان محمد مختار.
وفي عام 1960 تم إيفاد الفنان سليمان بن زبلح في دورة دراسية إلى تونس الشقيقة..وكان برفقته كل من الفنانين.. حسن عريبي..ومحمد التركي.. ومحمد مرشان..
وهناك درس الفنان سليمان بن زبلح الموسيقى في معهد الراشدية.. ونال شهادة منه ليعود ويلتحق بالفرقة الموسيقية للإذاعة كعازف ناي حتى عام 1964 حيث احترف العزف على آلة الأكورديون التي أتقنها وارتبط اسمه بها.
وبعد عودته من تونس شرع الفنان سليمان بن زبلح في تلحين الكثير من الأغاني الليبية الشهيرة.. حيث وضع الألحان للأغاني العاطفية والدينية والاجتماعية وأغاني الأطفال ونذكر من الأغاني التي لحنها :
ــ حكاية الشوق.. وهي من كلمات الشاعر الغنائي عبد السلام زقلام..وغناء الفنان محمد نجم ( عبد الوهاب يوسف )
ــ حبك نور... وهي من كلمات الشاعر الغنائي عثمان الوزري.. وغناء الفنان محمد نجم
ــ دعاء ياخالق البشر.. من كلمات الشاعر الغنائي عثمان الوزري..وغناء الفنان محمد نجم
ــ نور القمر ... من كلمات ابن الخطيب..وغناء المطربة اللبنانية سهام الشماس
ــ ذكرى الغلا.. من كلمات الشاعرالغنائي عبدالسلام قادربوه.. وغناء الفنان محمد مختار
ــ حبك والوعود.. من كلمات الشاعر الغنائي عبد السلام زقلام.. وغناء الفنان محمد نجم
شارك الفنان سليمان بن زبلح في العديد من الحفلات والمهرجانات الدولية في الجزائر والمغرب وتونس واليمن ومصر وغيرها.. وفي عام 1967..كما شارك كعازف أكورديون في احتفالية ليالي أضواء المدينة بالقاهرة.. ومعه الفنان الليبي ابراهيم حفظي الذي شارك غنائيا في الاحتفالية.. وكان من المطربين المشاركين فيها..عبد الحليم حافظ ــ نجاة الصغيرة ــ شهرزاد ــ صباح ــ عبد الهادي بالخياط ــ فهد بلال.
وقد تحصل الفنان سليمان بن زبلح خلال نصف قرن من مسيرته الفنية على العديد من شهادات التقدير.. كما نال الأوسمة التالية :
ــ وسام العمل الصالح عام 1978
ــ وسام الفاتح في مجال العزف والتأليف الموسيقي عام 1989
ــ وسام الفاتح في مجال الموسيقى عام 1990
المصدر / حديث الموسيقار والملحن الراحل الأستاذ سليمان عمر بن زبلح رحمة الله علية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق